شرح الحديث الأول الأعمال بالنيات ( سَمِعْتُ ) دليل على أنه أخذه من النبي بلا واسطة ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنَّيَّاتِ ) فيه من أوجه البلاغة الحصر وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه وطريق الحصر ( إِنَّمَا ) لأن ( إِنَّمَا ) تفيد الحصر ( وَإنَّمَا لِكُلَّ امْرِىءٍ مَا نَوَى ) ( وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أَو امْرأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ ) من البلاغة إخفاء نية من هاجر للدنيا لقوله ( فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ ) ولم يقل إلى دنيا يصيبها والفائدة البلاغية في ذلك هي تحقير ما هاجر إليه هذا الرجل أي ليس أهلاً لأن يذكر بل يكنى عنه بقوله ( إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ ) ( فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله ) الجواب ( فَهِجْرتُو÷ إلى اللهِ وَرَسُوُله ) فذكره تنويهاً بفضله
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
شرح الحديث الثالث عشر من كمال الإيمان قوله ( لا يَُؤمِنُ أَحَدُكُمْ ) أي لا يتم إيمان أحدنا فالنفي هنا للكمال والتمام وليس نفياً لأصل الإيمان فإن قال قائل ما دليلكم على هذا التأويل الذي فيه صرف الكلام عن ظاهره قلنا دليلنا على هذا أنذلك العمل لا يخرج به الإنسان من الإيمان ولا يعتبر مرتدّاً وإنما هو من باب النصيحة فيكون النفي هنا نفياً لكمال الإيمان فإن قال قائل ألستم تنكرون على أهل التأويل تأويلهم فالجواب نحن لا ننكر على أهل التأويل تأويلهم إنما ننكر على أهل التأويل تأويلهم الذي لا دليل عليه لأنه إذا لم يكن عليه دليلُ صار تحريفاً وليس تأويلاً أما التأويل الذي دلّ عليه الدليل فإنه يعتبر من تفسير الكلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عبداللَّه بن عباس رضي الله عنهما ( اللَّهُمَّ فَقَّههُ فِي الدَّيْنِ وَعَلَّمْهُ التَّأوِيْلَ ) فإن قال قائل في قول اللَّه تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَذجِيمَِ ) المراد به إذا أردت قراءة القرآن فهل يعتبر هذا تأويلاً مذموماً أو تأويلاً صح...
تعليقات
إرسال تعليق